dimanche 28 juin 2015

كيف دخل المرتزقة إلى كوباني؟



كيف دخل المرتزقة إلى كوباني؟

كوباني- المرتزقة الوحوش الذين لا يمتلكون ذرة من الإنسانية تنكروا بزي وأعلام الجيش الحر، دخلوا مدينة كوباني ونفذوا فيها مجزرة ضد المدنيين.
بتاريخ الـ 25 من شهر حزيران/يونيو وفي تمام الساعة 04.00 بدأ هجوم المرتزقة في قرية برخ باتان، وفي الساعة 05.00 في مركز مدينة كوباني من الجهة الجنوبية ومن جهة الحدود مع تركيا.
وبحسب المعلومات التي تم الحصول عليها فإن المرتزقة دخلت المقاطعة من الجهة الجنوبية بواسطة 6 سيارات قادمة من قرية سبتا عربان التي تبعد عن مدينة كوباني مسافة 25 كم، ووصلوا إلى قرية سيفي التي تبعد عن قرية سبتا عربان مسافة 3 كم وقريبة من قرية برخ باتان بمسافة 100 م فقط.
في تمام الساعة الـ 04.00 دخل المرتزقة قرية برخ باتان من إحدى زوايا القرية وانتشروا بين الأهالي النيام وهم يحملون الأسلحة والخناجر، يطلقون النار على الأطفال، النساء، الشيوخ والرجال، ويربطون أيدي بعضهم ومن ثم قطعوا رؤوسهم.
الأهالي قاوموا المرتزقة
أهالي القرية الذي عرفوا بوجود المرتزقة أخرجوا النساء والأطفال من القرية بواسطة السيارات، أما الرجال فيبقون في القرية للتصدي للمرتزقة، إلا أن المرتزقة أطلقوا النار على السيارات التي خرجت من القرية، مما أجبر الأهالي على الترجل من السيارات والذهاب سيراً على الأقدام باتجاه القرى الأخرى.
مع استمرار الاشتباكات بين رجال وشباب القرية والمرتزقة التي هاجمت القرية وصل مقاتلو وحدات حماية الشعب إلى القرية وتمكنوا من قتل عناصر المرتزقة المهاجمين.
بعد تنظيف القرية من المرتزقة نقل الأهالي المصابين إلى مشفى المدينة.
الهجوم على مركز المدينة
في حين كانت الاشتباكات متواصلة في قرية برخ باتان، توجه المرتزقة بواسطة 6 سيارات إلى مركز مدينة كوباني، اصطحب المرتزقة معهم سيارة تحمل سلاح دوشكا، جهاز لاسلكي كبير وكمية كبيرة من الذخيرة. رفعت أعلام كتيبة ثوار الرقة على السيارات كما إن المرتزقة تنكروا بزي مقاتلي الجيش الحر. وبهذا الشكل تمكن المرتزقة من المرور من الحواجز الأمنية تحت اسم ثوار الرقة، حيث توجهوا نحو المدينة عبر طريق حلب.
في تمام الساعة 05.00 دخلت مجموعة مرتزقة إلى مركز المدينة من جهة الجنوب، ومن الجهة الشرقية أيضاً دخلت 3 سيارات من جهة صوامع الحبوب في تركيا وتدخل المدينة من جهة الشرق ومن جهة كانيا كردان. ومع بدء إطلاق النار انفجرت سيارة مفخخة على المعبر الحدودي في كوباني. ودخلت المرتزقة أحياء بوطان غربي، بوطان شرقي، كانيا كردان، ساحة الحرية، حي الشهيد مورو، شارع 48 وانتشروا في جميع شوارع كوباني.
أطلقوا النار على كل من صادفهم
بعد أن تمركز المرتزقة في كل هذه الأماكن، وفي تمام الساعة 05.00 بدأوا هجومهم الوحشي ضد المدنيين. الأهالي الذين استيقظوا على أصوات إطلاق النار خرجوا إلى الشوارع لتفقد الأوضاع، بعض الأهالي يعتقدون إنها أصوات إطلاق النار احتفالاً بتحرير بلدة صرين، ولكن حين خرجوا إلى الشوارع أطلقت عليهم النيران من قبل عناصر يرتدون لباس وحدات حماية الشعب.
أسرع الأهالي بالعودة إلى منازلهم تفادياً لرصاص المرتزقة إلا أن بعض الأهالي لا ينجوا من وحشية المرتزقة، فقد بعضهم حياته كما أصيب عدد أخر. في هذه الأثناء كان المرتزقة يطلقون النار على كل من يحاول إنقاذ الجرحى.
مداهمة البيوت
وحشية المرتزقة لم تقف عند هذا الحد، حيث بدأوا بمداهمة منازل المدنيين، وأطلقوا النار على جميع أفراد العوائل وقتلوهم بوحشية.
احتجزوا الأهالي كرهائن
مع بدء المجزرة يطلق المرتزقة نداء “الله أكبر” فيعرف الأهالي إنهم من مرتزقة داعش، في هذه الأثناء بدأ المرتزقة باحتجاز العديد من الأهالي كرهائن وجمعوهم جميعاً في إحدى المنازل، ولكي يمنعوا اتصال الأهالي بالخارج يصادرون منهم أجهزة الهواتف، كما يفصلون الرجال عن النساء. بعض المرتزقة تمركزوا في بعض المنازل ذات الموقع الاستراتيجي وكذلك في ثانوية البنين ونشروا قناصاتهم في تلك الأماكن ووضعوا بنادق قناصة وأسلحة الآر بي جي، كما استخدموا القنابل اليدوية. استهدف المرتزقة الأهالي الذين حاولوا الخروج من المدينة والتوجه نحو قرية حلينج.
العديد من الرجال، النساء، الشباب والأطفال كانوا شهوداً على هول المجزرة، رأوا بأم أعينهم كيف إن الجرحى كانوا يتمرغون بدمائهم على الطريق ويطلبون الإغاثة ولكن لا أحد كان بإمكانه مساعدتهم وفي النهاية فقدوا حياتهم. جثث الأطفال ملقاة على الأرض أمام أعين آبائهم وأمهاتهم، وكذلك جثث الآباء والأمهات على مرأى أعين أطفالهم.
الجميع يشاهدون مجزرة داعش ويشعرون وكأنهم يعيشون كابوساً مزعجاً ويعدون الدقائق والساعات للاستيقاظ من هذا الكابوس المروع.
خلال لحظات تحولت كوباني إلى ما كانت عليه أثناء هجمات مرتزقة داعش على المدينة، أصوات إطلاق النار من كل حدب وصوب، شهداء ومصابون ينقلون إلى المشافي، صرخات الأمهات تتعالى في المشافي، الأهالي في الشوارع يحملون أسلحتهم ولكن لا أحد يعلم ما الذي يحدث من حوله.
محاصرة المرتزقة
مع بدء الهجمات تدخلت وحدات حماية الشعب والمرأة ونشبت اشتباكات عنيفة، استمرت الاشتباكات بين المقاتلين والمجموعات المرتزقة بشكل متواصل، من جهة حاصر المقاتلون أماكن تمركز مرتزقة داعش، ومن جهة أخرى كان بقية المقاتلين يمشطون شوارع المدينة ويخلون المنازل التي تقع تحت مرمى نيران المرتزقة. ونقلت العوائل إلى مخيم مشتنور.
بعد ظهر ذلك اليوم تمكن المقاتلون من نقل الجثامين من شوارع المدينة وإيصالها إلى المشفى. في تلك الليلة لم تنم كوباني.
تصاعد الغضب الشعبي
في اليوم التالي خرج الأهالي من منازلهم يحملون أسلحتهم وهم لا يزالون تحت تأثير الصدمة، فيما تستمر الاشتباكات بشكل مستمر، تعاونت العوائل فيما بينهما وتم إخراج الجثامين من المنازل، الآباء حملوا جثامين زوجاتهم وأولادهم المغطاة بالدماء، لفوا الجثامين بالبطانيات ونقلوهم إلى المشفى، مذهولين مشدوهين من هول الصدمة والدموع تحتبس في صدورهم، النساء اللواتي فقدن أبنائهن وأقاربهن جلسن في الأزقة تنتحبن. النساء ثكلى إلا أن لسان حال الجميع يقول “مهما فعلت داعش وتركيا فإننا لن نتخلى عن ترابنا أبداً”.
تحرير الرهائن
أثناء حملة التمشيط تمكنت وحدات حماية الشعب من تحرير 80 رهينة كانت المرتزقة قد احتجزتهم، الأهالي الذين تم تحريرهم من المرتزقة لا يزالون تحت تأثير هول الصدمة ولا يصدقون إنهم نجوا من المجزرة.
مع مرور الوقت تزايد عدد الشهداء والجرحى، مؤسسة عوائل الشهداء كان تشيع جثامين الشهداء إلى المقبرة الواقعة غربي المدينة ليواروا الثرى هناك إلى جانب المدنيين الذين كانوا قد فقدوا حياتهم في مقاومة كوباني التاريخية. في هذه الأثناء واصل الأهالي المناوبة من أجل حراسة الأحياء.
في اليوم الثالث وبعد أن تم تطهير جميع المواقع من مرتزقة داعش تمكن الأهالي من الخروج من منازلهم والتجول في شوارع المدينة، فتحت المحال التجارية، وتوجه الأهالي للأسواق للتزود بالخبز والطعام.
في الشوارع تنتشر جثث المرتزقة، الشباب تجمعوا حول الجثث، الأمهات الثكلى مررن بجثث المرتزقة وبصقن في وجوهها.
بعض الأهالي الذين كانوا قد توجهوا إلى القرى أثناء الهجمات عادوا إلى المدينة، انتشروا في الأزقة وبعضهم توجه إلى مخيم مشتنور، وفي أزقة المدينة وشوارعها لا زالت تظهر آثار وحشية المرتزقة وأثار الاشتباكات.



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire