كوردستان ,التآمر والتدعيش
فرماز غريبو
إن التآمر على كوردستان ليس بغريب وإنما عرفته تلك البقعة من الأرض منذ زمن بعيد وخاصة منذ 640م وهذا التآمر منذ ذلك الوقت أبقى ذلك المكان وشعبه مستعبدين من قبل أعداء الكورد وكوردستان و من تعاون معهم من الخونة بذلك الوقت,ورغم نداءآت الإيزيديين وعويلهم وهم يحاولون تنبيه الكورد إلى ذلك الأمر ,لكن الكورد لم يسمعوهم حتى الآن ,رغم ان الجميع يعرف حقيقة الأمر وبأن الإيزيديين يقولون الحقيقة ,وقد دفع الإيزيديون ثمن قول تلك الحقيقة غاليا و74 فرمانا كلها أودت بحياة الآلالف منهم ,ومازال الكورد يصمون آذانهم ولايريدون سماع قول الحقيقة .
في 23-6-2015م ظهرت المؤامرة الجديدة على كوردستان بعد بيع أو تسليم الإيزيديين ووطنهم هذه المرة للدواعش في 3-8-2014م وبذلك صارت المؤامرة مزدوجة كما هو الإعتداء على الإيزيديين والذي هو اعتداء ديني وقومي ,لكن هذه المرة كانت المؤامرة دينية وقومية , إذ أن الإجتماع الذي حصل في كوردستان العراق كان غير ما كان يفكر به الكوردي المخلص لوطنه ,والذي لايمكنه ابدا بيع وطنه أو حتى تسليمه للعدو مجانا ,ففي هذا اليوم والإجتماع حصل توافق واتفاق بين أطراف ضد طرف بغرض التآمر وليس من باب النزاهة والإخلاص للوطن ,صحيح أنه يحق للفرد التفكير كما يريد وعمل ما يريد ,أما ان يكون التصرف بقصد المؤامرة فإنه غير مقبول من قبل كل إنسان شريف ولو كان من خارج كوردستان العراق ,ويبقى السؤال لماذا حدث ذلك بذلك اليوم ؟
1-الخوف من الشارع الكوردي :إذ أن تلك الأحزاب المتآمرة تعرف سلفا بأن مرشحهم سوف لن ينجح في الإنتخابات ولن يحصل على أصوات الجماهير الشعبية ,لأنه لاوجود لهم حقيقة في الوسط الشعبي وخاصة الدواعش منهم ولذلك فقد اتفق هؤلاء لأجل ضرب الطرف القوي والذي له الشعبية في الوسط الإجتماعي ,لذلك اتفق هؤلاء لأجل المؤامرة والتآمر ليس على شخص بعينه وإنما لأجل التآمر على كوردستان بقيادته الشعبية المخلصة .
2-لأجل تدعيش كوردستان: فكل شخص صار يعرف موقف الجماعات الإسلامية في كوردستان وموقفهم من الشعب الكوردي ووطنهم كوردستان ,وصار كل شخص يعرف بأن هؤلاء السلفيين صاروا أزلام السعودية وغيرها من الدول التي تراعي الإرهاب ضد الشعوب ,لدرجة أنها صارت تدفع الدراهم لكل فرد يصلي في المسجد ليس بهدف عبادة الله وإنما بهدف التربية السلفية وتعلم الإرهاب ومن ثم توجيههم لإرتكاب الأعمال الجرمية ,فهذا الفلان من تلك الجماعة الإسلامية لايقوم عندما يتم عزف النشيد القومي الكوردي (أي ره قيب) ولايحترم علم كوردستان ,بل يحترم علم الدواعش ويعتبر قتلاهم شهداء ولايعتبر البيشمركة شهداء ,وكذلك الكورد الأصلاء وبل بالعكس يعتبر هؤلاء جميعهم كفارا وقتلهم حلالا. لذلك فإن هؤلاء قد اتفقوا على تحويل كوردستان إلى مستعمرة داعشية عن طريق التآمر على القيادة الكوردية المخلصة ,لكن لو قلنا بأننا صرنا نفهم هؤلاء وموقفهم الراديكالي والسلفي والخيانتي ,لماذا تحولت بوصلة الإتحاد الوطني الكوردستاني؟ذلك الحزب الذي يقول بأن له اتجاه اشتراكي ,أم أن الهدف صار مشتركا ,وصار الإتفاق مع الدواعش وأعوانهم طريقا أمثل للقضاء على القيادة الكوردستانية الحالية ؟
*هنا أريد أن أبين سبب ما توصل إليه الوضع الحالي بشكل أوضح أي لماذا حدث هذا ووصل الأمر لهذه النقطة ؟
1-القيادة الكوردية الحالية لم تنتبه للواقع المعاش بالشكل المطلوب ,ففي زمن المرحوم والقائد الكوردي التاريخي ملا مصطفى البرزاني ,كان الشعور القومي هو السائد أما الشعور الديني فكان أمرا ثانويا ’لذلك لم يكن الفرد يميز بين من هو مسلم ومن هو مسيحي ومن هو إيزيدي ,فالبيشمركة كان بيشمركة ,فرنسو حريري كان بيشمركة وهو مسيحي ومحمود أيزيدي كان بيشمركة وهو إيزيدي وملا مصطفى البرزاني كان بيشمركة وهو مسلم ولم يكن هناك أي فرق بين القائد وغيره كما لم يكن هناك أي تمييز ولكن في الوقت الحاضر صارالشعورالديني هو السائد وسارهذا الشعور الديني نحو هدم كوردستان ,عندما ظهرت الجماعات الداعشية وقادتهم مثل علي بابير وغيره وتم افساح المجال أمام هؤلاء للعب وبقوة وكما يريدون في الساحة لدرجة قتل الكوردي الداعشي أخاه الكوردي الغير داعشي وهذا صلب الجريمة القومية ,فكيف يذبح الكوردي الكوردي لأجل أناس غرباء ؟
2-إهمال الإيزيديين ولو عن غير قصد :
فكما هو معروف ,يقدر عدد الإيزيديين بحوالي مليون فرد وهم يسكنون في كوردستان , ولكنهم حرموا من معظم حقوقهم بحجج واهية وبدوافع غير مقبولة ,فمثلا كان يقال بان مناطق الإيزيديين تقع ضمن المادة 140 أوانهم أكراد لذلك تم حرمانهم من حقوقهم الدستورية حتى ,فكم وزير أيزيدي يوجد ضمن وزراء كوردستان ,وكم عضو إيزيدي يوجد ضمن أعضاء برلمان كوردستان ’في الوقت الذي تم منح الأخوة المسيحيين 5 مقاعد ,ولم يحسب الحزب الديمقراطي الكوردستاني حساب هذا اليوم ,بالوقت الذي كان الزعيم ملا مصطفى يسند بظهره دائما إلى الإيزيديين لأنه كان يعرف ويفهم التاريخ جيدا وحقا وبأن قوته مستمدة من الإيزيديين ,ولهذا لم ينساهم يوما لا في الوطن ولا في المهجر ,لأنهم كانوا الصخرة الصلدة التي يمكن الإستناد عليها بيوم الحرج ,فلو كانت القيادة على ذلك المستوى من الإستيعاب لكانت قد فهمت التاريخ هكذا ولتم الحفاظ على تلك الصخرة القوية ,ولكان تم منح الإيزيديين حقوقهم الدستورية وبشكل قانوني ,فلو تم منحهم هذا الحق وصارت لهم 5 مقاعد على غرار الأخوة المسيحيين لكان الآن عدد الذين خرجوا من اجتماع 3-6-2015م أكبر من عدد الباقين ولما اكتمل نصاب التآمر على القيادة الحالية لكن ذلك الإهمال وعدم التفكير بشكله اللازم والضروري جعل عدد الحاضرين بالقدر الذي يمكن تحقيق التآمر .
3-خيانة أصدقاء اليوم :
لو عرفنا بأن جماعة السلفيين الدواعش متآمرون على كل ما هو كوردي وكوردستاني ,فلماذا اتفق معهم أصدقاء اليوم ؟فنظرة بيسطة وبصيرة للواقع ستقول بأن الجماعات الإسلامية متفقة مع بعضها في هذا الأمر وللأسف صار يتفق معهم التغيير أي حركة التغيير التي كانت البارحة جزء من الإتحاد الوطني ,لكن الذي يستغرب منه موقف الإتحاد الوطني الكوردستاني رغم عدم وقوف الطرف الآخر ضدهم ,فهل هناك حسابات مخفية وسرية بين تلك الأطراف وهل سيقبل الإتحاد الوطني على نفسه الدخول والإشتراك في المؤامرة مع الدواعش ؟وهل القيادة متفقة فيما بينها في هذا الأمر ؟لذا فإنه من المفروض على ذلك الحزب اتخاذ موقف مناسب للوضع الذي تعيش فيه كوردستان من هجوم بربري من قبل الدواعش من اعداء الكورد ومعهم الكورد الخونة لأجل تسليم كوردستان لهؤلاء الأعداء ولأجل تدعيش كوردستان
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire