jeudi 25 juin 2015

عباس العزاوي



كلكم فاسدون ولاتخافون الله


عندما تُبدد ثروات العراق الطائلة بسرعة الضوء وتضيع بين لصوص الاحزاب وعبيدهم ونصل لحد التقشف الذي لاتظهر بوادره الا على قوت الفقراء وارزاقهم ومخصصات الطلبة ورواتب الموظفين والمقاتلين ... فالحكومة فاسدة ولا تخاف الله.
عندما لانتفق على لملمة الشتات العراقي بعد سقوط اعتى طاغية عرفه الشرق الاوسط عاث في العراق فسادا وقتل واستباح الحرمات لمدة اربعين سنة, ونختلف على المسلمات بشأن محاكمته وحزبه وتاريخه الحافل بالدماء والحروب والقهر ... فالساسة فاسدون ولايخافون الله.
عندما تنتعش داعش وغيرها من المنظمات الارهابية في مناطق السنة لذبح العراقيين وتشريدهم واغتصاب نساءهم وبيعهن ومن اهل السنة قبل غيرهم وتقوى وتتمدد لتصبح قوة لايستهان بها ...فساسة السنة فاسدون ولايخافون الله.
عندما تسقط مدن ومحافظات ومخازن عتاد واسلحة بيد داعش وتتوالى الهزائم والانكسارات في الجيش العراقي ـ للاسف الشديد ـ امام مجموعة من الوسخين وشذاذ الافاق في ساعات قليلة دون أي اجراء حاسم وقوي ضدها .....فالمؤسسة العسكرية فاسدة ولاتخاف الله.
عندما تستنفر القوات الامنية كل طاقتها لحماية المسؤولين في المؤتمرات والانتخابات ويتفاخرون في الاعلام بنجاح خطتهم الامنية , ولكن المفخخات تستمر في باقي ايام السنة بقتل الابرياء!!! دون أي اجراء مماثل... فالمؤسسة الامنية فاسدة وقادتها فاسدون ولايخافون الله .
عندما يستقدم البعثي الجبان كل وساخات الدنيا من مرتزقة العالم ليفخخها في مدننا وبيوتنا وتحت انظارنا... لتقتل اطفال ونساء ورجال العراق بحجة محاربة التمدد الايراني ويصمت الجميع حيال هذه الخيانة العظمى...فاغلبنا فاسدون ولا نخاف الله.
عندما يخرس الاعلام العراقي عن قول الحقيقة ومحاربة المتأمرين وفضحهم ,ويقرأ الواقع بعيون عوراء وتقتصر موضوعيته على محاربة خصوم رب العمل ...فالاعلام فاسد ولايخاف الله.
عندما يرفض الرئيس المصادقة على قرارات الاعدام بحق الارهابيين , وينبري ساسة يدعون تمثيل ذوي الضحايا لطرح موضوع العفو العام بذريعة انه لايشمل القتلة , بعد اعادة التحقيق معهم طبعا وربما اتلاف الادلة الجنائية في المخازن تمهيدا لاطلاق سراحهم.....فالرئيس الكردي وساسة الشيعة فاسدون ولايخافون الله ,
عندما تصرف مليارات الدنانير المخصصة للمحافظات ويبقى الكثير من المواطنين يسكنون في بيوت من صفيح وطين وتبقى النفايات تملئ الشوارع والازقة ورائحتها تخنق المارة والحفريات والمشاريع المعطلة تقبح وجه الشارع والمدينة.... فمجالس المحافظات فاسدة ولاتخاف الله.
عندما تبقى معضلة الكهرباء بدون حل رغم المليارات التي صُرفت ويستمر الحر الخانق يصهر قلوب الفقراء كل صيف, ويبقى اصحاب المولدات يمتصون اموال الكادحين بلا توقف ومن وراءهم ساسة ومتنفذين وتجار الازمات .. فوزارة الكهرباء فاسدة ولاتخاف الله.
عندما يفرح قوم بوثائق ويكيليكس وما كشفت من عورات بعض الشياطين في العملية السياسية ويدافع ويبرر قوم اخرون كل حسب قرب وبُعد الاتهامات عن قادته دون تكلف عناء معرفة الحقيقة كاملة والحكومة صامتة ... فالساسة واتباعهم كلهم فاسدون ولايخافون الله .
عندما تتعرض طالبة عراقية شريفة للابتزاز في الاقسام الداخلية من مدير قسمها في جامعة بغداد كي تمنحه جسدها ولم يحاسب من قبل أي مسؤول في الجامعة او الوزير لطرده وشطب اسمه من سجل النقابة.. فالوزارة فاسدة ولاتخاف الله.
عندما يموت الناس في بلاد النفط والخيرات من الامراض لانهم لايمتلكون ثمن العلاج , وعندما يكثر الشحاذون في الشوارع والتقاطعات وعندما يجوع الفقراء في بلاد التقوى والاحزاب الدينية " الصالحة " الذين يشهدون ان علياً ولي الله...وعندما تكثر مواكب الساسة في المناسبات الدينية لتوزيع الطعام وهناك ملايين الايتام والمحرومون والجياع بلا خبز...فالجميع والله فاسدون , فاسدون , فاسدون ولايخافون الله.
عباس العزاوي
المنتدى الاعلامي الحر في العراق



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire