lundi 29 juin 2015

من ذاكرة التاريخ ثورة العشرين ضد الاحتلال البريطاني للعراق حامد الحمداني



من ذاكرة التاريخ



ثورة العشرين ضد الاحتلال البريطاني للعراق

حامد الحمداني
لم يكد يمضِ وقت طويل على نهاية الحرب العالمية الأولى حتى تكشفت كامل الأهداف الاستعمارية لبريطانيا وتصميمها على إدامة هيمنتها على العراق، فقد أصدرت عصبة الأمم التي كانت تهيمن عليها بريطانيا صك الانتداب البريطاني على العراق في 17 حزيران 1920، والذي جاء فيه :
{حيث أن حكومة جلالته قد تقررت وكالتها في خصوص العراق فنتوقع جعل العراق مستقلاً تضمن استقلاله جمعية عصبة الأمم، وتكليف الحكومة البريطانية بالمسؤولية في حفظ السلم الداخلي والأمن الخارجي،وبعد انقضاء الإدارة العسكرية سنعطي السلطة للسير [بيرسي كوكس] لتنظيم مجلس شورى تحت رئاسة عربي}.
وهكذا كشف صك الانتداب الأهداف الحقيقية للسياسة البريطانية،وقد أثار صدوره موجة غضب عارمة لدى كافة فئات الشعب العراقي التواقة للحرية والانعتاق من العبودية، وأخذت شرر ذلك الغضب تنذر بوقوع أحداث جسيمة.
كانت اجتماعات قادة حركة التحرر الوطني في تلك الأيام تتوالى في المساجد والدواوين في بغداد والحلة والنجف وكربلاء وغيرها من المدن العراقية، كما كانت الاتصالات مع رؤساء العشائر تجري على قدم وساق، وأجراس الثورة تدق وأصواتها تتعالى شيئاً فشيئاً لتملأ أسماع العراقيين جميعاً.
وفي الوقت نفسه كان المحتلون البريطانيون يزدادون هستيرية وعنفاً في قمع نشاطات الوطنيين، حيث منعوا [المواليد] التي كان يجتمع خلالها الناس وتلقى الخطب الوطنية فيها .
فقد أصدر القائد العام البريطاني في 12 آب 1920 قراراً بمنعها، وأنذر بإنزال أشد العقوبات بحق المخالفين وأقرن القائد أمره بالأفعال وأقدم على إعدام ستة من المناضلين الوطنيين لتحديهم ذلك القرار، وهم كل من الشهداء :
1ـ سليمان أحمد 2 ـ حسين أحمد 3ـ محمد سلمان 4 ـ صالح محمد 5 ـ أحمد عبد الله 6 ـ سامي محمود .
وقد عرف هؤلاء الشهداء بمواقفهم البطولية، وجرأتهم في تحدي الاحتلال البريطاني، وأدى إعدامهم إلى هياج الرأي العام العراقيودفعهم إلى التظاهر ضد الاحتلال الغاشم، وقد رفع المشاركون في التظاهر مذكرة للسلطات البريطانية تضمنت جملة من المطالب كان منها :
1 ـ تأليف مؤتمر يمثل الشعب العراقي ليقرر شكل الإدارة الوطنية وعلاقاتها بالدول الأجنبية.
2 ـ إطلاق حرية الصحافة والمطبوعات ليستطيع الشعب التعبير عن آماله وتطلعاته الوطنية.
3 ـ رفع الحواجز البريدية والبرقية بين أنحاء البلاد،وبينها وبين الأقطار الأخرى.
كان الشعب العراقي في تلك الأيام ينتظر مَنْ يطلق الطلقة الأولى لتنبعث شرارة الثورة إلى شتى أنحاء العراق بعد أن أقدمت قوات الاحتلال على اعتقال الشيخ



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire