lundi 22 juin 2015

وثائق ويكليكس تدين السعودية بدعم الإرهاب والتدخل السافر في شؤون العراق



وثائق {ويكليكس}.. فضائح تنتظر الرّد
تدين السعودية بدعم الإرهاب والتدخل السافر في شؤون العراق والمنطقة




بغداد: حيدر نجم (الصباح) - تتدحرج كرة النار التي خلفتها تسريبات موقع {ويكليكس} عن السياسة الخارجية السعودية دبلوماسيا واستخباريا، لتطال شخصيات سياسية عراقية بارزة، واخرى تصنف في خانة "السمسرة" ومن بين الاخيرين أصحاب مؤسسات اعلامية - تدعي الاستقلالية! - مثبت عليهم ارتباطهم مع اجهزة مخابرات النظام "البعثي" المباد، ليحولوا خدماتهم بعد سقوطه لصالح اجهزة مخابرات عربية وعالمية. الوثائق المُسربة حتى الآن وهي بعشرات الالاف، أُخرجت للعلن الجمعة الماضي تحت عنوان "شراء الصمت"، كُشف فيها عما وصف بانه "تخابر" بعض النافذين في البلاد على صُعد السياسة والمال والأعمال وحتى الاعلام، مع المملكة الخليجية المعروف عنها شراؤها للذمم بهدف بسط نفوذها واجندتها في دول وبلدان فقيرة او تلك التي تعيش اوضاعا سياسية وامنية مضطربة.
موقع التسريبات الشهير الذي أسسه الصحافي الاسترالي وليام اسانج مع مجموعة من اصدقائه عام 2006، أكد انه سيواصل نشر نصف مليون من البرقيات الداخلية والخارجية للمؤسسة الدبلوماسية السعودية، التي تتناول ملفات كثيرة في الأمن والسياسة والإعلام والاقتصاد والعلاقات بين المملكة الخليجية والدول القريبة والبعيدة منها.

كواليس الجلسات الخاصة

وفي جزء اخر منها تكشف المستندات المسربة، ما كان يدور في كواليس الجلسات الخاصة لمسؤولين عراقيين.
فيما تركز في بعض جوانبها على تهافت شخصيات اعلامية "مشبوهة" لتقديم خدماتها من اجل حفنة دولارات، كما هو الحال مع صاحب قناة "البغدادية" التاجر عون الخشلوك، ورئيس تحرير "شبكة اخبار العراق" ضياء الگواز، والنائب الحالي مشعان الجبوري عندما كان يدير قناتي "الرأي" و"الشعب" الفضائيتين.
هذه الوثائق الدامغة التي التزمت "الماكنة" الاعلامية السعودية الصمت حيالها واكتفى بعض كتابها المقربين من البلاط الملكي بتصريحات خجولة ومقتضبة أبعدوا فيها الشبهات عن بلادهم، أوردت أسماء زعامات عراقية متنفذة وتيارات حزبية.
من بين الاسماء الواردة نائبا رئيس الجمهورية الحاليين اسامة النجيفي واياد علاوي، اضافة الى الهارب طارق الهاشمي المدان بقضايا ارهابية، حيث اشارت احدى الوثائق الى ان هؤلاء الثلاثة منحوا (6) الاف تأشيرة خاصة لاداء فريضة الحج، بواقع الفي تأشيرة لكل واحد منهم بـ"شكل سري" وخارج الحصة المقررة من الحجيج العراقي. الوثيقة المذكورة، اكدت انه تم تنفيذ طلب علاوي فقط.
ومن بين الاسماء الاخرى التي وردت في "فضائح ويكليكس" اسم محمد النجيفي شقيق رئيس البرلمان السابق ومستشاره انذاك، الذي حذر في احدى البرقيات التي يعود تاريخها الى العام 2012، من "تطور الاوضاع بصورة خطيرة.. في ظل سعي ايران للسيطرة على العراق"، مقترحا اعداد مشروع تصدي لما وصفها بـ"الهيمنة الايرانية، التي تشكل تهديدا للمملكة والمنطقة العربية".
ونقلت تقارير صحفية وثيقة اخرى صادرة من السفارة السعودية في طهران، افادت بان رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني طلب وساطة ايرانية مع الحكومة الاتحادية في بغداد، لتوسيع صلاحيات سلطات الاقليم، تحديدا فيما يتعلق بتصدير النفط.

طلبات شيوخ العشائر

كما ان هناك وثائق اخرى تخص الشأن العراقي، اشير فيها الى ورود طلبات من شيوخ قبائل يقيمون خارج البلاد، يطلبون مقابلة مسؤولين سعوديين بغية الحصول على مكاسب مادية شخصية. واحدى تلك الوثائق كشفت عن طلب تقدم به نجل الارهابي عزت الدوري عبر سفارة الرياض في صنعاء للقاء السفير السعودي حاملا معه رسالة من ابيه - الذي ما زال مصيره غامضا - لم يكشف عن فحواها الى القيادة السعودية.وثيقة اخرى كشف فيها عن طلب تقدم به خليل الدليمي رئيس هيئة الدفاع عن الديكتاتور السابق، الى احدى المؤسسات الحكومية في الرياض لاستضافته هو وعائلته للاقامة في المملكة بصفة لاجئ سياسي.الموقع الالكتروني الذي عاد ليتصدر المشهد العالمي بعد سنوات من الغياب بسبب الملاحقات القضائية التي طالت مؤسسه، وصف نظام الحكم المتوارث عائليا في أكبر ممالك الخليج بانه "ديكتاتورية محاطة بالسرية"، مشيرا الى "تورط" الرياض في دعم التيارات المتطرفة والاعمال الارهابية وكذلك في حربها على اليمن، وقلقها من ايران.إذ أكدت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، أن الوثائق التي تم تجميعها من قبل محامي عوائل ضحايا حادث 11 ايلول التي ضربت عدة ولايات اميركية عام 2001، تثبت أن "العائلة السعودية الحاكمة كانت تدعم تنظيم القاعدة مالياً بشكل واسع، لكن لوجود بعض العوائق السياسية والدبلوماسية قد لايمكن استخدام هذه الوثائق في المحاكم أبدا".

حساسية المعلومات

وتفيد الوثائق الأولى، حساسية بعض المعلومات الواردة فيها، وعلاقة المملكة بالعالم العربي، فالسفارات السعودية تقدم تحليلا لواقع الدول العربية بدون رتوش بروتوكولية. كما تتناول هذه الوثائق علاقة الرياض بدول وزعماء ورؤيتها للوضع العربي العام.
المئات من تلك الوثائق التي حمل بعضها صفات "عاجل" أو "سري للغاية"، تطال الجوانب الشخصية وحتى المالية والحميمية لبعض من ورد اسمه فيها، وكذلك كشف عن طبيعة تعاملهم مع الرياض بما فيهم اولئك الذين يطمحون لكسب رضاها، ويصمتون عن تصرفاتها بشأن حقوق الانسان وتدخلاتها الاقليمية، مقابل كيس من الدنانير تغطيه رائحة البترول.
وفي الوقت الذي عُرف عن "ويكليكس" في الحصول على تسريبات وثائق حكومية من بلدان أخرى وعلى نطاق واسع، الا انه لم يتأكد بعد من مصادر مستقلة من صحة هذه الوثائق.
المتحدث باسم الموقع الالكتروني كريستن هرافنسن، أكد انه واثق من صحة هذه الوثائق التي يجري التحقق منها من قبل مؤسسات اعلامية. وفي هذا الاطار تقول وكالة "أسوشييتد برس" الاخبارية انها فحصت العديد من هذه الوثائق وهي "نتاج عمل إداري روتيني، مرسلة عبر الإيميل أو الفاكس".
ورغم انه لم تتضح بعد الكيفية التي حصلت فيها ادارة "ويكليكس" على هذه الوثائق، الا ان هرافنسن أشار في تصريح مكتوب إلى هجوم إلكتروني أخير شنته مجموعة تطلق على نفسها اسم "الجيش اليمني الإلكتروني" على موقع وزارة الخارجية السعودية قد يكون وراء هذا التسريب.
لكن نشر وثائق الدبلوماسية السعودية على الانترنت بهذه الكمية الهائلة، يذكر بالخطوة الكبيرة التي نشر فيها الموقع، مجموعة من برقيات وزارة الخارجية الأميركية عام 2010، والتي كشف فيها عن تجسس الولايات المتحدة على بعض حلفائها الغربيين واخرين في المنطقة والعالم.وعلى الصعيد العربي، توجد برقيات تتحدث عن هيمنة الجيش الجزائري على الحياة السياسية في الجزائر التي لا ترتبط معها السعودية بعلاقات طيبة، واخرى تتحدث عن علاقات الجزائر بإيران، والاخيرة تعتبر "العدو التقليدي" للمملكة.

المشهد السياسي في المغرب

وثائق "ويكليكس" قدمت رؤية للمشهد السياسي في المغرب قريبة من خطاب المعارضة هناك، من خلال الحديث عن هيمنة القصر في المملكة المغربية على الحكومة واستعمال بعض الوزراء واجهات فقط.وفي مصر، تتضمن التسريبات وثائق سرية حول تعامل الرياض مع زعماء جماعة "الإخوان المسلمين" والدور الذي يجب على السعودية القيام به في هذا البلد.كما تبرز الوثائق حساسية السعودية من علاقات إيران مع اليمن واتصالاتها مع رئيس ما كان يعرف بـ"اليمن الجنوبي" علي سالم البيض الذي يعيش في المنفى.ومن أبرز الوثائق التي نشرت، البرقية المرسلة من وزير الخارجية السعودي السابق سعود الفيصل والتي تكشف عن ما قاله مسؤول الاستخبارات السورية اللواء رستم غزالة للعاهل السعودي أثناء زيارة الأخير لسوريا والتي تحدثت عن رغبة دمشق من التقرب مع سعد الحريري بقوله "ما كان للأب فهو للإبن".

القاعدة والنصرة

وفي وثيقة أخرى جرى الكشف عن ترتيبات بين عناصر في "القاعدة" و"جبهة النصرة" عبر لبنان.
وتبسط هذه الوثائق، التأثير الخطير للرياض على العديد من وسائل الاعلام اللبنانية والعربية وحتى الافريقية، فضلا عن عدد كبير من الصحفيين والسياسيين اللبنانيين المتناغمين مع التوجهات السعودية.
حساسية هذه المعلومات دفعت بالخارجية السعودية الى تنبيه مواطنيها لتجنب هذه الوثائق وعدم نشرها، وتذرعت "بحماية أمن الوطن" ممن وصفتهم بـ"الأعداء".
ردود الفعل المحلية توالت على هذه التسريبات، فقد كشف "اتحاد القوى" عن عزمه عقد اجتماع لأعضاء كتلته خلال 48 ساعة لمناقشة تداعيات وثائق "ويكليكس"، بينما دعا النائب عن "التحالف الوطني" عدنان الاسدي، مجلس القضاء والادعاء العام إلى تطبيق قانون العقوبات وتحريك شكوى جزائية بحق من ظهر اسمه في تلك الوثائق.في الاطار ذاته، حضت اللجنة القانونية في البرلمان، الحكومة إلى تدقيق الوثائق التي نشرها موقع "ويكيلكس"، الخاصة بوزارة الخارجية السعودية، والتي تضمنت مخاطبات متعلقة بالعراق.
فيما طالب النائب الحالي ومستشار الامن القومي السابق موفق الربيعي الحكومة الاتحادية بـ"اعادة النظر بقرار فتح السفارة السعودية في بغداد، بعد نشر عشرات الوثائق السرية المسربة التي تؤكد التدخل السعودي للاضرار بالعراق".

أحد الوثاق المسربة من ويكيلكس




Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire