قرأتها فراقتني للأديب الجزائري السعيد محرش
قــــصّـــــــــــة : الفّــضيـــــــلــــــة
:
:
:
قال أحد العظماء كنّا خمسة إخوة يتامى ، نعيش في فقر مدقع ، نسكن كوخا قديما ورثه أبي رحمه الله عن والده ، نلبس المرقّع من الثياب البالية ، و ننتعل المخصوف من النّعال ، إذا تناولنا الغداء بتنا ليلتنا تلك على الطّوى ، وجبة واحدة طيلة اليوم نسدّ بها آلام الجوع التي لا يعرفها إلا من ذاقها من الفقراء أمثالنا . كانت أمّي تصنع من الطّين الطّواجن و القدور و تبيعها لتعيلنا حتّى تورّمت يداها و تقرّحت ، و مع ذلك لا تستجدي النّاس و لا تقبل الصّدقات و المنح ، و لطالما تأسّفت على حال بعض الأغنياء لمّا تراهم يزاحمون بالرّكب المساكين والمحتاجين حول جفان الطّعام أمام المساجد . كان لنا جار غني مترف ، بيننا و بينه سور تدنّت منه و تدلّت في حوشنا أغصان أشجاره المثمرة بأشهى أنواع الفاكهة و أطيبها ، و رغم عضّات الجوع التي تقرضنا قرضا ، لم نكن نمد أيادينا إليها تنزّها من كل شبهة ، و خشية أن تحوي بطوننا لقمة لم نُجْهد أنفسنا في الحصول عليها .
السعيد محرش
الطارف ـ الجزائرـ
قــــصّـــــــــــة : الفّــضيـــــــلــــــة
:
:
:
قال أحد العظماء كنّا خمسة إخوة يتامى ، نعيش في فقر مدقع ، نسكن كوخا قديما ورثه أبي رحمه الله عن والده ، نلبس المرقّع من الثياب البالية ، و ننتعل المخصوف من النّعال ، إذا تناولنا الغداء بتنا ليلتنا تلك على الطّوى ، وجبة واحدة طيلة اليوم نسدّ بها آلام الجوع التي لا يعرفها إلا من ذاقها من الفقراء أمثالنا . كانت أمّي تصنع من الطّين الطّواجن و القدور و تبيعها لتعيلنا حتّى تورّمت يداها و تقرّحت ، و مع ذلك لا تستجدي النّاس و لا تقبل الصّدقات و المنح ، و لطالما تأسّفت على حال بعض الأغنياء لمّا تراهم يزاحمون بالرّكب المساكين والمحتاجين حول جفان الطّعام أمام المساجد . كان لنا جار غني مترف ، بيننا و بينه سور تدنّت منه و تدلّت في حوشنا أغصان أشجاره المثمرة بأشهى أنواع الفاكهة و أطيبها ، و رغم عضّات الجوع التي تقرضنا قرضا ، لم نكن نمد أيادينا إليها تنزّها من كل شبهة ، و خشية أن تحوي بطوننا لقمة لم نُجْهد أنفسنا في الحصول عليها .
السعيد محرش
الطارف ـ الجزائرـ
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire